إستشهاد طفلة....((قصة قصير))

وقفت على كرسي مستندة على إحدى نافذات الصالة ...حيث وقع بصرها على شئ عجيب كبير
أخذت تصرخ فتاتنا الصغيرة:
- أمـــــــي أمـــــي تعالي
هرعت الأم مسرعة من مطبخها على صراخ ابنتها تأمل ألا يكون قد أصابها مكروه
- ماذا..ماذا حصل؟ مابك تصرخين؟
- انظري يا أمي سيارة كبيرة
- سيارة كبيرة ! أين؟
- هناك في الخارج
نظرت الأم من خلال النافذة وإذا هي ترى دبابة إسرائيلية كبيرة.
انتاب الأم شعور غريب مخيف و............
- (الإبنة مقاطعةهذا الشعور):ما هذا يا أمي ؟
-(نهرت الأم ابنتها):هيا..إذهبي لغرفتك وإياكِ ثم إياكِ النظر إلى الخارج مرة أخرى..هيا إذهبي.
توجهت الفتاة لغرفتها حزينة من موقف أمها، وأخذت تتبادر إلى ذهنها أسئلة كثيرة عجيبة..ماهذه السيارة ؟وما سبب غضب أمي وخوفها؟
وووووووووو........

(2)
منذ ذلك اليوم يوم رأت فتاتنا الصغيرة السيارة الكبيرة(الدبابة) وهي تسمع في كل مرة تشاهد نشرات الأخبار مع والدها مفردات جديدة
.....أستشهد عشرات الفلسطينيون في انفجار.......
أستشهد فلسطيني برصاصة إسرائيلية.......
أخذت الفتاة تتسائل ماذا تعني....((أستشهد))
(3)

في يوم ما فرض الإسرائيليون حظر التجول للأهالي وفي نفس اليوم أراد فتاتنا زيارة صديقتها...
- أمي خذيني لصديقت رنا.
-لا..
-لماذا؟ دائما تسمحين لي بالذهاب إليها؟
- لقد منعونا من الخروج؟
- من ؟ ولماذا يمنعوننا؟ وماذا يريدون؟ و.......
- (الأم مقاطعة): قلت لك لا ...هيا اذهبي ورتبي غرفتك؟

سقطت دمعة حزن من فتاتنا معتقدة أن ما يحدث معها له علاقة بتلك السيارة الكبيرة
...

(4)

في اليوم التالي سمعت العائلة طرقات قوية مخيفة على الباب وكأن شيئا رهيبا سيحدث
-(الأب): يا رب استر..... مـ من بالباب؟
-(صوت جماعة): هيا افتح الباب هيا؟
- (ارتعب الأب):من أنتم ؟وماذا تريدون ؟
-نحن جنود من الجيش الإسرائيلي ..هيا افتح البابوإلا خلعناه.
طلب الأب من الأم وابنته الإختباء في غرفة ما وأخذ يبحث عن شئ يدافع به عن نفسه ..
لكنه توقف فجأة وقال : لن ينصرني سوا الله تعالى.
فتح الأب الباب .. ماذا تريدون؟
-نريدكم أن تخلوا المنزل في أقل من يومين وبسرعة؟
_ ماذا ...نخليه ولم؟
- قلت لك أن تخليه بسرعة وبدون مناقشة وإعتراض...وإلا سنهدمه فوق رؤوسكم.
- اسمه جيدا لن ترهبن تهديداتكم ولن أخرج من بيتي أبدا مهما........
جاءت ضربة قوية على رأس الأب من بندقية أحد الجنود
سقط الأب مغشيا عليه في بركة دماءه المنسكبة.

هرعت الأم مسرعة إلى زوجها لتداويه لكن أحد الجنود أخرجها بقوة من المنزل وابعدها عن زوجهاوابنتها .....نعم إبنتها
أين هي؟

كانت فتاتنا الصغيرة تبكي بكاءً حارقا لهول المنظر ....وفجأة توقفت عن البكاء...
- لم أبكي ؟ لم أنا جبانة؟
هرعت بسرعة تبحث عن شئ شئ ما يساعدها . هي وحدها لا تعرف ماهو..
أمسكت يدها وعاء زهور، و اتجهت بسرعة إلى الصالة
رأت أباها وسط بركة حمراء
وأمها أخرجت عنوة عن منزلها
وأحد الجنود جالسا في كرسي يضحك..
إحمر وجه فتاتنا غضبا ورمت وعاء الزهور على رأس الجندي فوقع مغشيا عليه هو الأخر
تنبه أحد الجنود إليها ورماها برصاصة خرجت من بندقيته وانغرست بقلب الفتاة البريئة...التي لم تعرف يوما معنى الإستشهاد وقد لاقته في هذا الموقف
فهنيئا لكِ على هذه المنزلة

موضوع: حجابك يا اختاه الإثنين مايو 19, 2008 4:59 pm

حجابك يا اختاه